لماذا أنزل الله الإسلام

لم يكن لدى الصحابة رض أي صعوبة في جواب هذا السؤال. فقد كان جواب ربعي بن عامر رض جاهزا لرستم؛ روى الطبري في "تاريخه 2\401" أن ربعي خرج: ليدخل على رستم عسكره.. فكلمه فقال: ما جاء بكم؟ قال:

الله! جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد, إلى عبادة الله.
ومن ضيق الدنيا, إلى سعتها. ومن جور الأديان, إلى عدل الإسلام.


فالإسلام عند ربعي رض الله عنه انزله الله ليخرج الناس من خضوعهم و خنوعهم لبشر مثلهم. فيساوي بينهم, فلا يعبد إنسان إنسانا!
و الإسلام عند ربعي رض, انزله الله ليخرج الناس من الضيق و الشدة و الضنك في العيش, إلى سعة و رحابة و سعادة الحياة و طيبها.


و الإسلام عند ربعي رض, انزله الله ليخرج الناس من الظلم و الجور و الحيف, إلى العدل و القسط و المساواة


هذا هو الإسلام كما فهمه السلف, فخرجوا لينفعوا العالم به. ليعموه المساواة و السعادة و العدل. و العجيب هنا أن ربعي بن عامر رض ليس له ذكر في التاريخ الإسلامي إلا في هذه الموقعة. أي انه ليس من الصحابة المشهورين, بل و لا من الأقل شهرة! و مع ذلك فقد كانت هذه المفاهيم شديدة الوضوح عنده! أي أن هذه المفاهيم, كانت في السلف شديدة الوضوح عند الجميع؛ من أعلى الناس إلى أدناهم! حتى من لم نسمع عنه في حياتنا, كانت هذه المفاهيم واضحة عنده وضوح الشمس في رابعة النار.


منقول من كتاب
الإنسان بين تكريم الإسلام و واقع المسلمين