الافاق الذهبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الافاق الذهبية

منتدى متنوع
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الإنسان مخيَّر ومسيَّر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
امل الحياة
vip
vip
امل الحياة


عدد الرسائل : 139
العمل/الترفيه : طالبة للعلم
تاريخ التسجيل : 29/02/2008

الإنسان مخيَّر ومسيَّر Empty
مُساهمةموضوع: الإنسان مخيَّر ومسيَّر   الإنسان مخيَّر ومسيَّر Emptyالسبت أبريل 12, 2008 2:01 am

الإنسان مخيَّر ومسيَّر




هناك بعض الناس يقول: إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله، فنرجو أن توضحوا لنا: هل الإنسان مخير أم مسير؟

هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس، والإنسان مخيَّر ومسيَّر، مخير؛ لأن الله أعطاه إرادة اختيارية، وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه، فليس مجبرًا مقهورًا، بل له اختيار ومشيئة وله إرادة.

كما قال -عز وجل-: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وقال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وقال سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}.
فالعبد له اختيار وله إرادة وله مشيئة، لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فهو -جل وعلا- المصرِّف لعباده، والمدبِّر لشئونهم، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئًا أو يريدوا شيئًا إلا بعد مشيئة الله له وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى، فما يقع في العباد، وما يقع منهم كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق، فالأعمال، والأرزاق، والآجال، والحروب، وانتزاع ملك، وقيام ملك، وسقوط دولة، وقيام دولة، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سبحانه وتعالى.
والمقصود أنه -جل وعلا- له إرادة في عباده ومشيئة لا يتخطاها العباد، ويقال لها الإرادة الكونية والمشيئة، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن هذا قوله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}، وقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
فالعبد له اختيار وله إرادة، ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى، فالطاعات بقدر الله، والعبد مشكور عليها ومأجور، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ومأزور آثم، والحجة قائمة، فالحجة لله وحده سبحانه، قال تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
فالله سبحانه لو شاء لهداهم جميعًا ولكن له الحكمة البالغة؛ حيث جعلهم قسمين: كافرًا ومسلمًا، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته، فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيدًا، وأن يكون على بينة في دينه فهو مختار، له إرادة، وله مشيئة، يستطيع يأكل، ويشرب، ويضارب، ويتكلم، ويطيع، ويعصي، ويسافر، ويقيم، ويعطي فلانًا، ويحرم فلانًا، إلى غير هذا، فله مشيئة في هذا وله قدرة; ليس مقهورًا ولا ممنوعًا.
ولكن هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبق القدر من الله بها، بعد أن تسبق إرادة الله تعالى ومشيئته لهذا العمل قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، فهو سبحانه مسير لعباده، كما قال عز وجل: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، فهو مسيِّر لعباده، وبيده نجاتهم وسعادتهم وضلالهم وهلاكهم، وهو المصرِّف لعباده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، يسعد من يشاء ويشقي من يشاء، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى.
فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة في هذا الأمر، وأن تتدبر كتاب ربك، وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام؛ حتى تعلم هذا واضحًا في الآيات والأحاديث، فالعبد مختار له مشيئة وله إرادة وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه، بل هو مملوك لله -عز وجل- مقدور لله -سبحانه وتعالى-، يدبِّره كيف يشاء سبحانه وتعالى فمشيئة الله نافذة، وقدره السابق ماضٍ فيه، ولا حجة له في القدر السابق، فالله يعلم أحوال عباده ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى، وهو المدبِّر لعباده والمصرِّف لشئونهم -جل وعلا-، وقد أعطاهم إرادة ومشيئة واختيارًا يتصرفون به، فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وهو الحكيم العليم.


نقلًا من موقع الشيخ: عبد العزيز ابن باز -رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس الأسلام
vip
vip
شمس الأسلام


عدد الرسائل : 308
العمل/الترفيه : ..............
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

الإنسان مخيَّر ومسيَّر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإنسان مخيَّر ومسيَّر   الإنسان مخيَّر ومسيَّر Emptyالسبت أبريل 12, 2008 9:15 am

بارك الله فيك أختي الحبيبه أمل

وجزاك الله كل الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإنسان مخيَّر ومسيَّر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الافاق الذهبية :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الإســـلامى العام-
انتقل الى: