اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في هديهم القويم .
فلقد بعثه الله رحمة للعالمين ، وهدى للمتقين ، وحجة على العالمين . قال صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأول أمري : أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي »
. دعوة أبي إبراهيم إذ قال: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وبشارة عيسى ، إذ يقول الله عنه
ورؤيا أمي : رأت أمه آمنة بنت وهب كأنه خرج منها نور عظيم أضاءت به قصور الشام . وفي لك للتنبيه على عظيم منة الله به وعموم رسالاته وشمول نفعه للعالمين ، { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ }{ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } .
فهذا النور العظيم ، الذي فاض على العالم برسالته أعظم من نور الشمس والقمر ، وأنفع للعباد ملأ الله به القلوب علما ويقينا وإيمانا ، وشمل البسيطة عدلا ورحمة وخيرا وحنانا ، طهر الله به الأخلاق من جميع الرذائل ، واستكملت به جميع الفضائل ، واستبدل به المؤمنون بعد الشرك إخلاصا لله وتوحيدا ، وبعد الانحراف عن الحق هداية واستقامة وتوفيقا ، وبعد الفتن والافتراق ألفة واعتصاما بحبل الله ، وبعد القطيعة والعقوق برا وصلة ورحمة بعباد الله ، وبعد الظلم والجور وسوء المعاملات عدلا ووفاء بجميع الحقوق والمعاملات . نورا كسب به العباد بعد الفساد صلاحا ، وبعد الشقاء والهلاك فلاحا ونجاحا . نور نشر عدله ورحمته على الأقطار ، فصلحت به الأحوال وكثرت الخيرات ، وانجلت به الشرور والهلكات . لم يزل ذلك النور سراجا وهاجا ، إذ أهله به متمسكون ، وبنوره مقتدون . فلما استبدلوا بهذا النور الظلم والظلمات ، وانفصلوا أو كادوا ينفصلون من حبله المتين . فلم يزالوا في نزول مضطرد ما داموا معرضين عن تعاليم هذا الدين . ولا يزالون في هبوط ما داموا متعشقين لأحوال المنحرفين ، ولا - والله - لن ينقذهم مما هم فيه من الشقاء إلا الرجوع إلى دينهم ، الكفيل لهم بكل خير وصلاح ، ولا ينجيهم مما وقعوا فيه إلا التمسك بحبل الله ، والاجتماع على القيام بدين الله .
فمن اتقى الله وقاه ، ومن توكل عليه قائما بالأسباب النافعة كفاه ، ومن اعتصم به وبحبله حفظه من الشرور وحماه ، ومن أخلص له الأعمال بلغه من كل خير غايته ومنتهاه ، ومن أعرض عن أمره فلا يلومن إلا نفسه
إذا لقى حتفه ، وذلك بما قدمت يداه .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
Admin Admin
عدد الرسائل : 1157 تاريخ التسجيل : 20/11/2007
موضوع: رد: وما أرسلناك إلا رحمة للعامين الخميس أبريل 17, 2008 11:25 am
فمن اتقى الله وقاه ، ومن توكل عليه قائما بالأسباب النافعة كفاه ، ومن اعتصم به وبحبله حفظه من الشرور وحماه ، ومن أخلص له الأعمال بلغه من كل خير غايته ومنتهاه ، ومن أعرض عن أمره فلا يلومن إلا نفسه